يتراوح حجم حبة التراب بين بضعة جزيئات لا ترى بالعين المجردة إلى نحو 0,1 ملليمتر مكعب , و حبيبات التراب غير منتظمة الشكل و تتفاوت في الصلابة بين الهشاشة الكبيرة إلى الصلابة العالية , و يصنف التراب وفقاً لموضعه , فهناك مثلاً تراب بين كوكبي أي موجود في الفراغ بين كوكبين و تراب بين المجرات و تراب بين النجوم و تراب يدور حول كوكب معين و تراب يدور حول نجم في سحابات .. وهكذا ....
و يفسر وجود التراب الفضائي بعض الحوادث الكونية مثل فقدان النجم المحتصر جزءاً من كتلته كما أنه يساهم في عملية تكوّن النجوم وتكوّن الكواكب و له دور في ضوء الشفق و الأشعة المضيئة في حلقات زحل .
و يعتبر التراب الكوني مؤشراً مهماً على عمليات إعادة التدوير التي تتم في الكون , فالمواد التي تتخلف عن النجوم المحتضرة و الكويكبات المفتتة و الكواكب المدمرة و الأنظمة المنهارة التي يتم إعادة استخدامها لبناء الأنظمة الجديدة .
و تقدّر كمية التراب التي تسقط على الأرض بأربعين طن يومياً , و تقوم وكالة الفضاء الأمريكية"ناسا " بجمع عينات من هذا التراب عن طريق طائرات خاصة تطير في طبقة " الاستراتوسفير " كما يمكن جمعه من على الكتل الثلجية في قارة أنتراكتيكا المتجمدة أو من الترسيبات في قاع المحيطات .
يمكن تجميع التراب الكوني كهدف ثانوي للرحلات الفضائية عن طريق إطلاق مجمعات التراب , ومن المركبات الفضائية التي كانت تحمل مثل هذه المجمعات : هيليوس , بيونير 10 و 11 , جيوتو , مركبات غاليليو و غيرها , حيث أن هذا التراب يدور في مدارات بسرعة تتراوح بين 10 و 14 كيلو متر في الثانية .
تتفاعل حبة التراب مع الإشعاع الكهرومغناطيسي بطريقة تعتمد على قطرها و على طول موجة الإشعاع و على المادة التي تتكون منها حبة التراب نفسها و التي تحدد إلى أي مدى ستقوم الحبة بكسر الإشعاع أو عكسه أو امتصاصه أو تشتيته , وعن طريق هذه الخواص التي تتفاعل بها الحبة مع الإشعاع يستطيع العلماء تحديد المواد التي تتكون منها حبة التراب .
و من أكثر العوامل التي تؤثر على حبة التراب الكوني هو الأشعة فوق البنفسجية التي قد تؤدي إلى انفجار حبة التراب بالمعنى الحرفي للكلمة .