من أجمل و أطرف القصائد و ربما أندرها هذا الحوار الشعري الفضائي بين الأرض و القمر حول رغبة البشر في استكشاف الفضاء و السفر عبر الكواكب , و هي قصيدة طويلة في ستين بيتاً للشاعر السوري المعروف شفيق جبري (1897 - 1980 ) بعنوان " بين الأرض و القمر " .
ومن أبيات هذا الحوار يقول القمر للأرض :
مالي و مالكِ تغزين السماء فهل
يمضي بكِ الجدّ أم يمضي بك التعبُ ؟
خلّي الكواكب لا تغزي مناكبها
فالشمس واجفة و الشهب تضطرب
فتقول الأرض :
مهلاً أبا الحُسن لا تقلق لغزوتنا
فليس في غزونا نهب و لا سلب
ما في مرابعنافي الأرض من ظمأ
و لا على أفقنا جوع و لا سغب
و يقول القمر :
يا أرض كفّي الأذى عنا فلا بلغت
منّا رجالك لا طاروا و لا ركبوا
ليت الصواريخ لما هاج هائجها
أخنى عليها لغابالشمس و اللهب
فتقوا الأرض :
أخا الكواكب لا تفزع لغزوتنا فليس بنا
إلى الكواكب حاجات و لا أرب
أتحلمون بخوف ما له علل
أم تسكبون دموعاً ما لها سبب
و يمضي الحوار بينهما على هذا المنوال ليختتمه القمر مخاطباً الأرض :
ما تفعلين بعلم من عواقبه
دم يسيل و ربع بعده خرب
إن لم تفض من وراء العلم غبطتنا
لا كان علم و لا طالت به الخطب ...