أبو معشر الفلكي (189هـ/ 805م - 273هـ/886 م )هو جعفر بن محمد البلخي المعروف بأبي معشر الفلكي . وقد اشتهر اشتغاله بالتنجيم رغم أن لديه أعمالا فلكية شهيرة أهمها الزيج الكبير المعروف بـ (زيج القرانات )الذي تضمن معرفة أوساط الكواكب لأوقات اقتران زحل والمشتري . وله كتاب (المدخل إلى علم أحكام النجوم ) كما أن له كتاباً في الأنواء وهو كتاب ( الأمطار والرياح وتغير الأهوية .
أحمد بن كثير الفرغاني :ويسميه الأوروبيون الفرغانوس . قام بقياس قطر الأرض بطريقة خاصة لكن قياسه لم يكن دقيقاً، وحسب أحجام وأبعاد الكواكب السيارة ونظمها في جداول . وقد ألف الفرغاني عدداً من الكتب أهمها (كتاب الفصول ) وكتاب (جوامع علم النجوم .
أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي (290 هـ /903 م - 375هـ /986م ):
كان بارعاً في الرصد الفلكي وكان يحدد مواقع وأقدار النجوم بالنظر والعيان وكان على علاقة وثيقة بالسلطان عضد الدولة البويهي ، وفي كتابه الشهير ( صور الكواكب الثمانية والأربعين ) وهو كتاب مصور رسم فيه (البروج ) الثمانية والأربعين المعروفة على وقته ووضع لها الجداول بعد وصفها وصفاً دقيقاً ، وأعطى النجوم أسماء عربية مأخوذة من البيئة العربية . فقد ذكر الصوفي في كتابه حوالي 25 اسماً عربياً للنجوم معظمها لا يزال يعرف بهذه الأسماء حتى في الأدلة الفلكية العالمية . كما قام الصوفي بتعين مواقع النجوم وأطوالها وأقدارها .
وذكر الصوفي أنه قرأ كتابين يبحثان في صور الكواكب الثابتة الثمانية والأربعين أحدهما للبتاني والأخر لعطارد بن محمد. كما قام الصوفي بتأليف عدة كتب أخرى منها كتاب (الكواكب الثابتة ) وكتاب (التذكرة ومطارح الشعاعات ) . ولعل الصوفي هو أول من دون مواقع (اللطخات السحابية) ومنها التي تقع في كوكبة الثور وهي (مجرة المرأة المسلسلة ) كما قام الصوفي بقياس حركات الاعتدالين وبين أن نقطة الاعتدال الربيعي تتراجع بمعدل درجة واحدة كل 66 عاماً.
محمد بن جابر بن سنان البتاني (343هـ/ 858م -317هـ /939م ) :شغف البتاني بدراسة علم الفلك ونبغ فيه حتى أصبح من مشاهير علماء الفلك في القرن العاشر الميلادي وكان علماء الفلك الأوروبيون يسمونه البتاجنوس ، ولقبوه أيضاً بطليموس العرب . وكان للبتاني أبحاث ومساهمات في المثلثات والجبر والهندسة والجغرافيا ، وقد انشأ مرصداً فلكياً في مدينة الرقة وكانت أرصاده تتسم بالدقة ولإتقان ، واعتمد عليها العرب في العصور التالية . ومن المعروف أن البتاني خالف بطليموس في بعض آرائه ونظرياته فقد خالفه في ثبات الأوج الشمسي وأقام الدليل على أن خط طول الأوج الشمسي يتبع حركة تقهقر الاعتدالين . وقد تمكن البتاني من إيجاد زاوية ميل الدائرة الكسوفية وأثبت أنها 23º 35' (وذلك كما وردت في الزيج الصابي للبتاني ) والقيم الصحيحة هي ″23º 34' 58 وذلك بفارق ثانيتين قوسيتين فقط .
وقام البتاني بحساب طول السنة الشمسية فوجده 365 يوماً و5 ساعات و46 دقيقة و34 ثانية وذلك بفارق دقيقتين و24 ثانية عن المقدار المعتمد حالياً .
لقد وضع البتاني الزيج الصابي ) وهو أشهر مؤلفاته وأدق زيج في ذلك العصر ووضع كتاب (معرفة مطالع البروج ) كما شرح المقالات الأربع لبطليموس وكتاب (تعديل الكواكب ) .
أبو الوفا البوزجاني (328هـ/940 م – 378هـ/989 م) :هو محمد بن يحيى بن إسماعيل البوزجاني ، تعلم الرياضيات في بغداد وقدم مساهمات مهمة في عدة فروع من الرياضيات .اهتم بالهندسة ومؤلفات إقليدس ،اهتم بالجبر وزاد على الخوارزمي وابتكر طرقاً جديدة في المثلثات ، وأدخل القاطع والقاطع التمام وابتكر طريقة جديدة لحساب جيب الزاوية إلى ثمانية أرقام عشرية ويعتبر أبو الوفا البوزجاني من الرواد الذين مهدوا لتطوير الهندسة التحليلية وحساب التفاضل والتكامل وأوجد جداول الظلال والعلاقات بين الأضلاع والجيوب في المثلثات الكروية .
اهتم أبو الوفا بالفلك وأصبح عضواً وراصداً مميزاً في مرصد شرف الدولة في بغداد ، ولشهرته في الرصد الفلكي ، كان يرد إلى بغداد العديد من علماء الفلك من مختلف الأرجاء ليراقبوا أعماله في الرصد الفلكي . وقد نشر أبو الوفا البوزجاني جداوله الفلكية في زيجه المسمى ( الزيج الواضح ) . وله أيضاً كتاب ( الزيج الوادي )وكتاب (معرفة الدائرة من الفلك ) (وكتاب الزيج الشامل ) و( رسائل في حركات الكواكب )وقد اهتدى أبو الوفا إلى معادلة مثلثية تبين مواقع القمر في السماء سماها ( معادلة السرعة ) كما استطاع اكتشاف الخلل الثالث في حركة القمر .
الحسن ابن الهيثم (354هـ /965م – 430هـ /1039م )ولد الحسن ابن الهيثم في البصرة ودرس فيها وفي بغداد ونبغ في علوم الرياضيات والفيزياء .دعاه الحاكم بأمر الله الفاطمي إلى مصر لبناء سد على نهر النيل ، فاستقبله وأكرمه وأغدق عليه العطايا ، ثم طلب إليه أن يصنع هندسة السد الذي وعد أن يقيمه جنوبي مدينة أسوان . لكن ابن الهيثم اكتشف أنه غير قادر على هندسة هذا السد فاعتذر إلى الخليفة لكن الأخير غضب عليه وصادر أمواله وأمتعته ، وتخلص ابن الهيثم من تنكيل الخليفة به بأن تظاهر بالجنون وبقي على هذه الحال حتى توفي المقتدر بالله ، فخرج ابن الهيثم من بيته وأعيدت إليه أمواله وكتبه .
أهم مصنفات ابن الهيثم ( كتاب المناظر ) وهو في علم البصريات وكتاب (رسالة في الشفق ) وكتاب (أصول الكواكب ) وكتاب (سمت القبلة بالحساب ) ، كما وضع ابن الهيثم مقالة مهمة في استخراج زاوية ارتفاع نجم القطب لمعرفة خط العرض وأهم ما قاله ابن الهيثم إن رؤية الأشياء تتحدد من انبعاث الأشعة من الجسم إلى العين فتخترقها وترتسم عليها الصورة ، وابن الهيثم كان أول من شرح تركيب العين وأطلق على أجزائها أسماء لا تزال مستعملة حتى الآن مثل الشبكية والقرنية والسائل الزجاجي ...
ما يسجل لابن الهيثم فعلاً هو تثبيته المنهج التجريبي في تحصيل المعارف إلى جانب النظرية الضرورية لتأسيس الرؤية العامة ومعرفة العلائق بين المتغيرات.