شكراً محمد على طرح هذا الموضوع الهام، وهذه إحدى الآلات الفلكية التي تحدثت عنها وهي:
آلة ذات الحلق: Armillary Sphere
هي آلة فلكية تمثل المدارات الفلكية للكرة الفلكية عبر حلقات متداخلة، يرصد بها الكواكب. استخدمها البتاني في أرصاده. وتركب من حلقة تقوم مقام منطقة البروج، وحلقة تقوم مقام الدائرة المارة بالأقطاب وتركب إحداهما بالأخرى بالتنصيف والتقطيع.
وهي مركبة من حلقات متحدة المركز، لتمثل الدوائر المذكورة سابقاً بالإضافة إلى بعض دوائر أخرى أساسية. وكي يسهل تحريك كل حلقة على حدة، فقد اختلفت أحجامها، حتى لا يحدث احتكاك يعوق حركاتها. والحلقات الأساسية هي خمسة كما يلي:
1- دائرة الأفق.
2- دائرة توازي مستوى الزوال أي المستوى الأعلى المار باتجاه الشمال والجنوب.
3- الدائرة الكسوفية.
4- دائرة خط الاستواء.
5- الدائرة الأخيرة متعامدة مع الرابعة، وتدريجاتها تبين البعد عن دائرة خط الاستواء. وباجتماع الدوائر الأصلية التي تنسب إليها مواضع الكواكب والنجوم في السماء، وفي آلة واحدة أصبح في مقدور العالم الفلكي رصد المواقع في أي لحظة باستخدام مؤشر أو أكثر في هذه الحلقات.
ويبدو أن مخترع الآلة هو هيبارخوس، ثم استخدمها بطليموس، لتعيين الزاوية بين الشمس والقمر، حينما يكون الاثنان فوق الأفق، إذ أمكنه تحويل الجهاز من أحدهما إلى الآخر في لحظات قبل أن تتغير الزاوية بينهما نتيجة لحركة كل منهما في مساره الخاص.
ويوجد منها في صحن الجامع الأموي الكبير في حلب، حيث يحتمل أنها كانت مركبة فوق العمود الحجري البازلتي الضخم الذي يرتفع لأكثر من 3 أمتار، ولكن لم يعثر حتى الآن في المصادر على ما يفيد عمن أنشأها ولا متى، ونظراً لضخامة هذا العمود وموقعه على جانب صحن الجامع فمن غير المعقول أن يقام فقط لحمل الفوانيس كما كان في القرن الماضي، ولا أن تكون مجموعة الحلقات المعدنية المتداخلة في أعلاه للزينة كما قيل، ولا بد من الافتراض بأنه بقايا الأداة الفلكية المعروفة بذات الحلق، ومن الجدير بالذكر وجود عمود تعلوه مجموعة حلقات في ساحة الجامع الأموي بدمشق أيضاً مما يعزز احتمال كونها الآلهة الفلكية المذكورة هنا وهناك، وهي بتعريف الخوارزمي في مفاتيح العلوم حلق متداخلة ترصد بها الكواكب، وقد ورد ذكر ذات الحلق في المجسطي لـ بطليموس، وفي كتاب برقلس أحد علماء اليونان في القرن الخامس الميلادي. وقد وصف حاجي خليفة هذه الآلة بأنها من أعظم آلات الهيئة مدلولاً... كما صنع ابن خلف المروذي أحدها بناءً على طلب الخليفة العباسي المأمون.
وهذه صورة للآلة وهي موجودة في صحن الجامع الأموي الكبير في حلب:
وهناك ثلاث نماذج مختلفة من ذات الحلق أحدها مكون انطلاقاً من الإسطرلاب، ويتألف من 6 حلقات ويستخدم لرصد الكواكب بهدف تحديد مكانها النسبي في الفضاء، أما النوع الآخر فهو الميتيوروسكوب، ويتألف من 9 حلقات ويستخدم لإجراء حسابات فلكية كروية، والنوع الثالث تجتمع فيه خصائص من النوعين السابقين.
مأخوذ من كتاب محمد بن جابر البتاني، ومن موقع أرض الحضارات.