النجوم أجرام مشعة ومضيئة من تلقاء ذاتها وشمسنا هي إحدى النجوم النموذجية . وفي السماء الليلية لانتبين من النجوم سوى أنها نقاط لامعة وهذا بسبب المسافات الكبيرة الفاصلة بيننا وبينها . فشعاع الضوء يحتاج إلى نحو ثمان دقائق للوصول إلينا من الشمس ، وهو يستغرق قرابة ( 4.3 ) سنة لقطع المسافة التي تفصلنا عن أقرب نجم ، ثم أنه يحتاج إلى ما يربو عن مائة ألف سنة للوصول من أحد طرفي مجرتنا درب التبانة إلى طرفها الآخر .
إذا نظرنا في أي وقت من الأوقات ليلاً إلى السماء شاهدنا ما يقرب من ثلاثة آلاف نجم ، وهذا صحيح فيما إذا كنا في موقع مكشوف بعيد عن مصادر التلوث الضوئي والكيميائي الصادر عن الحواضر المدنية . المهم أن نظرة كهذه ستمكننا فوراً من تمييز عدد من النجوم الإفرادية في معظم أرجاء السماء إلى جانب عدد من المواقع التي تحتشد فيها النجوم قريبة من بعضها البعض . والواقع أنه ليست كل النجوم إفرادية كشمسنا بل نجد أن هناك نجوماً ثنائية وثلاثية ورباعية ، كما نجد أنظمة تتألف من عدة عشرات من النجوم التي تربطها ببعضها البعض رابطة ثقالية واحدة . لكن عندما يكبر عدد النجوم المشتركة في تشكيل فيزيائي واحد فإننا نتحدث عندها عن الحشود النجمية التي يمكن أن تكون :
1. حشوداً نجمية مفتوحة Open Clusters
2. حشوداً نجمية كروية Globular Clusters
الحشود النجمية المفتوحة
وهي كثيرة العدد وتتواجد في القرص المشكل للمجرة ، وحتى الآن أصبح لدينا سجلات لأكثر من ألف حشد منها ، إلا أن العدد الإجمالي لها في مجرتنا يقدر بنحو 15000 – 20000 حشد يميزها جميعاً أنه ليس لها شكل محدد . وإن تواجد الحشود المفتوحة ضمن قرص المجرة يمنعنا من رؤيتها واكتشافها على أبعاد تزيد عن خمسة آلاف سنة ضوئية وهذا بسبب القلة النسبية لأعداد النجوم فيها من جهة ، وبسبب الغبار الكوني العاتم المتواجد ضمن مستوي قرص المجرة أساساً من جهة أخرى . مهما يكن من أمر فإن قطر أي حشد متوسط هو من مرتبة 10 – 15 سنة ضوئية ، أما متوسط عدد النجوم المترابطة ثقالياً فيه فهو من مرتبة عدة مئات فقط تتميز جميعها بأن لها خصائص كيميائية متشابهة وقريبة من خصائص شمسنا . كما يميزها أيضاً أنها نجوم فتية من نوع نجوم الجمهرة الأولى Population I . بعض هذه الحشود المفتوحة مرئي بالعين المجردة مثل حشد القلاص The Hyades الواقع على بعد ( 130 ) سنة ضوئية ، وحشد الثريا The Pleiades الواقع على بعد ( 400 ) سنة ضوئية وكلاهما في كوكبة الثور Taurus ، وأما البعض الآخر فغير مرئي إلا باستخدام المرقاب .
الحشود النجمية الكروية
وقد اكتسبت اسمها هذا من شكلها الكروي كما تبدو للناظر إليها عبر عدسة المرقاب . والحشود الكروية تختلف عن سابقتها المفتوحة في عدة أوجه ، فهي إلى جانب تواجدها في قرص المجرة فإنها تتواجد في مناطق الهالـة أيضاً ، إلا أن أعدادها أقل بكثير إذ يصل عدد ما نعرفه منها في مجرتنا إلى مائة وخمسين حشداً فقط في مقابل عدة آلاف حشد مفتوح . في الحشود الكروية يصل عدد النجوم إلى مرتبة الآلاف وعشرات الآلاف ، وهي تتميز بأنها نجوم هرمة من نوع نجوم الجمهرة الثانية Population II . القطر المتوسط لأي حشد كروي يصل إلى مائة سنة ضوئية ، لكن قطر البعض منها يزيد عن خمسمائة سنة ضوئية ، واما فيما يخص البنية الكيميائية فإن كل النجوم في هذه الحشود تتركب من عنصري الهيدروجين والهيليوم ، وبعبارة أخرى فإنها تفتقر للعناصر الأثقل التي نقابلها في الحشود المفتوحة . هناك القليل من الحشود الكروية المرئية بالعين المجردة مثل الحشد ( M 13 ) في كوكبة الجاثي Hercules ، والواقع على بعد قدره 25000 سنة ضوئية ويشتمل على مايقرب من مائة ألف نجم في حيز مكاني واحد قطره زهاء ( 170 ) سنة ضوئية .
ونرفق صورة أهم حشد نجمي مفتوح هو الثريا الغنية عن التعريف لدى العرب والثانية هي للتجمع المغلق