إطلاق المختبر العلمي لاستكشاف المريخ عام 2009

تم تمديد مهمة سفينة الفضاء الموجودة على الكوكب الأحمر الذي يبعد مئات الملايين من الكيلومترات عن الأرض حتى عام 2010 . وقد أصبح كوكب المريخ يحظى بالكثير من الاهتمام العلمي، إذ تعمل مركبتان فضائيتان لمدة طويلة بعد انتهاء موعد المهام الرئيسية المحددة لهما، كما تم تحديد الموقع الذي سيهبط فيه الروبوت الجوال على المريخ، وهو الذي يعتبر أكثر المركبات الفضائية قدرة التي وصلت إلى الكوكب حتى الآن.

ويجري حاليا تطوير المختبر العلمي لاستكشاف المريخ الذي يُعرف اختصارا باسم (إم إس إل) وتبلغ تكلفته 1.6 بليون دولار، وهو عبارة عن مركبة جوالة أكبر من المركبتين الجوالتين سبيريت وأوبورتينيتي، اللتين كانت الوكالة القومية للطيران والفضاء (ناسا) قد أطلقتهما لاستكشاف المريخ عام 2004، كما يمكنه قطع مسافة أبعد منهما، وهناك فرصة كبيرة لإطلاقه في أيلول / سبتمبر تشرين الأول / أكتوبر 2009.

على الرغم من "التقدم التقني المذهل" الذي تحقق خلال ثلاث سنوات من التطوير، فقد ذكر دوغ ماك كويستشن مدير برنامج استكشاف المريخ في وكالة ناسا في مؤتمر صحفي عقده يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر أن تأخر وصول بعض أجهزة وبرمجيات المركبة الفضائية ترتب عليه زيادة في التكاليف المتوقعة بمقدار 300 مليون دولار لتصل إلى 1.9 بليون دولار.

و بعد الاجتماع الذي عقده مدير برنامج استكشاف المريخ يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر مع مدير وكالة ناسا مايكل غريفين، وهو الاجتماع الثالث من الاجتماعات المقرر عقدها في عام 2008 لمناقشة التقدم الحاصل في تطوير المختبر العمي لاستكشاف المريخ، أعلن ماك كويستشن أن ناسا "ستواصل العمل بلا كلل نحو إطلاق المركبة في عام 2009."

والمشكلة الرئيسية التي تواجهها الوكالة هي تأخر في وصول محركات صغيرة تدعى المشغّلات وهي عبارة عن محركات تستخدم في مفاصل المرفق ورسغ الذراع الآلي، والعجلات، ونظم التعامل مع العينات والعديد من التطبيقات الأخرى.

وقال ماك كويستشن إنه نظرا لضخامة حجم المختبر ووزنه "فإن هذه المحركات معقدة جدا ومن الصعوبة بمكان إنتاجها."

وقال إن وكالة ناسا تتوقع تسلم جميع المحركات بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر أو أوائل كانون الأول/ديسمبر، في وقت مناسب لبناء وتركيب الأجهزة قبل إجراء الاختبارات المقررة في ربيع عام 2009.

وسوف يتم عقد الاجتماع المقبل مع غريفين لتقييم التقدم الحاصل في تطوير المختبر في مطلع كانون الثاني/يناير 2009. وفي حال لم تتمكن وكالة ناسا من إطلاق المختبر خلال الفترة الزمنية المحددة لذلك، فلن يكون هناك مجال للقيام بذلك إلا بعد 26 شهرا، أي في عام 2011.

ويقول المدير المشارك في دائرة البعثات العلمية التابعة لوكالة ناسا إد وييلر "إن من السهل القول دعونا نلغي هذه المهمة ونمضي في سبيلنا، ولكننا قد أنفقنا عليها أكثر من بليون ونصف البليون دولار؛ إذ إن للعلوم أهمية حاسمة وهي تعتبر مهمة رئيسية في برنامج استكشاف المريخ، وطالما أننا نعتقد بأن لدينا فرصة تقنية جيدة لفعل ذلك، فإننا سوف نفعل ما يتعين علينا فعله."

ومن الجدير بالذكر أن الكاميرات والآلات الأخرى التابعة لمركبة فضائية أخرى هي مسبار استطلاع المريخ (روكونيسانس)، يقوم بجمع البيانات من أجل مساعدة العلماء في اختيار كل مواقع الهبوط المحتملة. ومن المقرر أن يجري الاختيار النهائي للموقع في حزيران/ يونيو 2009.

سفينة الفضاء أوديسي على المريخ

قامت وكالة ناسا في 9 تشرين الأول/أكتوبر بتمديد مهمة سفينة دراسة المريخ أوديسي حتى أيلول/سبتمبر عام 2010، وتقوم هذه السفينة التي فاقت – من حيث مدة الخدمة - كل المركبات الفضائية الخمس الأخرى التي تقوم معها بدراسة الكوكب الأحمر. وقد بلغت المركبة أوديسي -التي تمت تسميتها بهذا الاسم تيمنا بفلم عُرض عام 1986 باسم "سبيس أوديسي 2001"- مدارها حول كوكب المريخ في عام 2001 وأنهت مهمتها الرئيسية عام 2004.


تظهر على الصورة سبع نقاط بيضاء تدل على المواقع التي يمكن أن يهبط فيها المختبر العلمي لاستكشاف المريخ التابع لوكالة ناسا.وكان الهدف من مهمتها آنذاك اكتشاف الأخطار الصحية التي يمكن أن يتعرض لها مستكشفو الفضاء في المستقبل، ومعرفة معلومات عن مكونات كوكب المريخ والعثور على الماء المتجمد المدفون تحت السطح الضحل للكوكب.

وستقوم المركبة أوديسي في مهمتها الممتدة بتغيير مدارها حتى تتمكن من رسم الخرائط بالأشعة تحت الحمراء للمعادن الموجودة على سطح المريخ بدرجة أكبر من الحساية والدقة، وتوجه آلة التصوير المركبة عليها بمرونة أكثر مما كان عليه الحال في أي وقت سابق.

و بأوامر من فريق العمليات في مختبر ناسا للدفع النفاث في كاليفورنيا وأنظمة الفضاء التابعة لشركة لوكهيد مارتن في كولورادو، أطلقت المركبة أوديسي محركات صاروخية صغيرة لمدة 6 دقائق تقريبا يوم 30 أيلول/سبتمبر وهو اليوم الأخير من مهمتها التي تمددت سنتين مرتين متتاليتين.

تمثل زيادة الحساسية لرسم خرائط تحديد مواقع المعادن أحد الأهداف العلمية التي تمددت بسببها مدة مهمة المركبة. وسيبدأ أيضا فريق أوديسي من حين لآخر بتوجيه آلة التصوير بعيدا عن الاتجاه المستقيم من أعلى إلى أسفل المستخدم خلال المهمة. وسيسمح للفريق بسد بعض الفجوات في رسم الخرائط السابقة وإنتاج صور مجسمة ثلاثية الأبعاد.

وستواصل أوديسي توفير الدعم الحاسم لبعثات دراسة سطح المريخ كما ستقوم بإجراء أبحاثها الخاصة. وقد نقلت إلى الأرض جميع البيانات التي جمعتها المركبتان سبيريت وأوبورتيونتي وتشارك مسبار المريخ ريكونيسانس التابع لوكالة ناسا في نقل البيانات والمعلومات من فينكس.

ومن الماضي.......والى الحاضر والمستقبل تقول ناسا

سبيريت وأوبورتينيتي


حطت المركبتان الآليتان التوأم، كما أطلق عليهما، التابعتان لوكالة ناسا، سبيريت وأوبورتيونيتي، على جهتين متقابلتين على سطح المريخ في يناير /كانون الثاني 2004 . وبدأتا مهمة للعثور على إجابات حول تاريخ وجود المياه على كوكب المريخ. والآن وبعد مضي خمسة أعوام على بداية مهمة المركبتين ، أخذت تبدو عليهما علامات الشيخوخة ورغم ذلك فقد تم تمديد مهمتيهما حتى عام 2009.

وقد قدمت أوبورتينيتي دلائل مذهلة على أن المنطقتها التي حطت عليها من المريخ بقيت مبتلة لفترة طويلة في وقت ما، في ظل ظروف ربما كانت ملائمة للحفاظ على الحياة الميكروبية.وعثرت سبيريت على أدلة في منطقتها تدل على أن المياه قد غيرت بشكل ما التركيب المعدني لبعض الأتربة والصخور.

وقامت أوبورتينيتي ?تحليل سلسلة من الطبقات الصخرية المكشوفة التي تظهر كيف تغيرت الظروف البيئية خلال الأوقات التي ترسبت فيها طبقات ثم تعدلت – وكيف ظهرت واختفت الكثبان التي تراكمت بفعل هبوب الرياح، وكيف تغير وتبدل منسوب المياه الجوفية.

وسجل المسبار سبيريت وجود رياح غبارية تتشكل وتتحرك. وقد تم تحويل الصور إلى أفلام سينمائية قصيرة، مما أتاح تقديم رؤية جديدة للتفاعل بين الغلاف الجوي وسطح المريخ. واكتشف المسبار أوبورتينيتي صخرة واحدة يشبه تركيبها تركيب نيزك كان قد قد وصل إلى الأرض من المريخ.

وفي الآونة الأخيرة، واصل أوبورتينيتي رحلته جنوبا حول حافة فوهة بركان فيكتوريا، متوقفا لالتقاط بعض الصور على طول الطريق. وقام المسبار أوبورتينيتي بدراسة الغلاف الجوي بحثا عن السحب فوق المريخ وأجرى مسحا ضوئيا خاصا به للمغناطيسات الخارجية الجاذبة للغبار الموجودة عليها.

وأصبحت المركبة سبيريت على وشك الاتصال بالمهندسين على الأرض بصورة أكثر تكرارا لأن معدلات توفر الطاقة لديها، التي استنفدت خلال الشتاء الذي قضته في المريخ أخذت ترتفع تدريجيا. وتبقى المركبة على اتصال من خلال إرسال البيانات الى المسبار أوديسي التابع لناسا ويقوم المسبار أدويسي بدوره بإرسالها إلى الأرض.

هل سيستطيع الانسان ان يمشي على سطح المريخ يوما؟؟؟

مسألة وقت