سجلت الرياح الشمسية، وهي انبعاثات الشمس من الدقائق والجزيئات المشحونة بالطاقة، ادنى مستوى لها منذ 50 عاما.
ويقيم العلماء هذه الانبعاثات من خلال بيانات جمعت على مدى 18 عاما عن طريق قمر يوليسيس الاصطناعي خلال دورته الكاملة حول الشمس.
ويتوقع هؤلاء العلماء ان يكون لانخفاض قوة الرياح الشمسية آثار على كل المجموعة الشمسية.
فتلك الرياح هي التي تحمي كواكب مجموعتنا من الاشعاعات الكونية الناجمة عن عدة ظواهر، من بينها الانفجارات الكونية في اعماق الفضاء، والتي قد تحدث على بعد ملايين الكيلومترات من كوكبنا.
وسيتم التأكد من هذه التنبؤات عندما تصلنا المعلومات التي يجمعها مسبار ديسكوفري الذي اطلق في السبعينيات من القرن الماضي، والمتواجد على حافة الغلاف الشمسي او الهيليوسفير، أي المنطقة التي تصلها الرياح الشمسية.
ونظرا لهذا الاكتشاف الجديد، سيراجع العلماء توقعاتهم على اساس ان ديسكوفري سيخرج من الهيليوسفير قبل الاوان لان الاخيرة تقلصت مع ضعف الرياح الشمسية.
ويقول ديف ماكوماس من معهد الابحاث الامريكي بسان انطونيو ان نشاط الشمس تقلص بشكل واضح خلال السنوات العشر او الخمس عشرة الاخيرة، وذلك بنسبة 20 الى 25 بالمئة.
وببساطة، فان الشمس اليوم اقل توهجا مما عرفناها منذ الستينيات.
واضافة الى شدة الرياح الشمسية، فان حرارتها هي الاخرى انخفضت بما معدله 13 بالمئة، حسب البيانات الواردة من مسبار ديسكوفري.
ومن تبعات انخفاض شدة الرياح الشمسية ان الاشعاعات الكونية ستتمكن من دخول مجموعتنا الشمسية بسهولة اكبر، لكن لن يكون لها تأثير كبير على كوكبنا اذ ان غلافنا الجوي يلعب دورا كبيرا في الوقاية منها.
لكنها ستؤثر بشكل كبير على المكونات الالكترونية في المركبات والمعدات الفضائية بشكل عام، كما قد يتعرض رواد الفضاء الى كميات اكبر من الاشعاعات الكونية، مما قد يجبر وكالات الفضاء على اعادة النظر في اجراءاتها الوقائية.