السلام عليكم:
الإخوة الكرام: حياكم الله تعالى..
بعدَ المناقشات والحوارات الفاعلة المثمرة التي دارت مع إخوة كرام أعزاء, حول هذا البحث , في منتديات عديدة, وجدتُ من المفيد إضافة الملحقات الثلاثة التالية إليه:
الملحق الأول
بعض الهفوات العلمية في أُسس نظرية النسبية
هذه بعض الهفوات العلمية, التي ظهرت لي, في بنية نسبية أينشتاين والتي لم يعطها المحاورون ابتداءً أي اهتمام:
1 - تُقرُّ نسبية أينشتاين, بأن الحركة الظاهرية لنظام ما, في الحركة المستقيمة المنتظمة, أنها تناظر وتساوي الحركة الفعلية للنظام الآخر
(ومعلوم أنه لا يمكن أن تقوم نظرية نسبية من غير هذا المعنى)
وهذا الأمر في التناظر والتساوي, لا إشكال فيه, عندما لا يكون هناك تغييرات فعلية, تحدث جراء الحركة الفعلية.
ولكنه مع وجود هذه التغييرات, التي تدعيها النسبية, فلا يصح التناظر والتساوي مطلقاً.
(مثال ذلك: حركة الأرض والشمس, وتقلص ذراع جهاز مايكلسون - فعلاً- الموافق لحركة الأرض, نتيجة حركة الأرض الفعلية).
2 - نجد في معادلة الموجة الكروية, في النسبية, أن ( Y = Y َ و Z = Z َ )
وهذا يعني (فيزيائياً) أن الضوء, في النظام المتحرك, يتأثر بحركة هذا النظام, وليس كما تفترض النسبية استقلالية حركة الضوء عن كل ما عداه.
(فصحة المعادلات الرياضية من حيث بنائها الرياضي, ليست دليلاً على صحة مدلولها الفيزيائي).
3 - اعتماد النسبية على تحويلات لورانتز في تقرير (فرضَيها) بناء على افتراض النسبية لحركتي إشارتين ضوئيتين باتجاهين متعاكسين (على محور السينات) ذهاباً فقط أو إياباً فقط
في حين أن تحويلات لورانتز تدل (فيزيائياً) على مقدار تقلص طول النظام المتحرك فعلاً, جهة حركته الفعلية, من خلال مجموع حركة إشارة الضوء فيه على محور السينات, ذهاباً وإياباً, بالنسبة لمجموع حركة إشارة الضوء ذهاباً وإياباً, على محور الصادات فيه.
(فمقدار التقلص الفيزيائي الذي تدل عليه تحويلات لورانتز, هو بين طول النظام, المتحرك فعلاً, الموافق لجهة حركته, بالنسبة إلى عرضه أو ارتفاعه, وليس مقدار التقلص فيها بين طول أحد نصفي هذا النظام بالنسبة إلى طول نصفه الآخر).
4 - اشتراط النسبية (لفهمها وللإحاطة بما جاءت به) تقريرَ المرجع للحركة محل الدراسة
قبل أي شيء آخر, في الوقت الذي (لا تعترف) النسبية نفسها, بمرجع لحركة الضوء.
فالضوء في النسبية, يتحرك, ولكنه لا يتحرك بدلالة الوسط , ولا يتحرك بدلالة المنبع
وإنما يتحرك فيها (بدلالة الفراغ) هكذا على إطلاقه؛ رغم أن الحركة في الفراغ, لا تعني بأي حال من الأحوال, عدم وجود نقطة مرجعية في الفراغ, تبدأ منها الحركة محل الدراسة.
5 - إذا كان – الفوتون- ذو الكتلة السكونية التي تساوي صفراً, يتحرك (بدلالتي أو بدلالة الأرض أو الشمس...) بسرعة ( c )
فهذا يعني – وفق مفاهيم نظريات النسبية – (أنني والأرض والشمس...) نتحرك بدلالة الفوتون أيضاً بسرعة ( c )
ويعني كذلك أن (كتلتي وكتلة الأرض وكتلة الشمس السكونية) بالنسبة للفوتون تساوي صفراً.
فهل يتفق هذا المقدار لكل كتلة ساكنة منا مع نسبية أينشتاين.؟
6 - لم تراعِ النسبية في مفاهيمها, بل لن تصمد مفاهيمها, أمام وجود مراقبَين في نظام واحد, يناقض كلّ منهما ادعاء الآخر عن حالة النظام الذي هما فيه من حركة منتظمة أو سكون (وهذا بدهي في نظريات النسبية).
الملحق الثاني
حول استقلالية حركة الضوء
قبل أن أضع هذا البحث ما كنتُ أسمح لأفكاري بالاسترسال في التصور الآتي, لأن نتيجة تجربة مايكلسون ومورلي وتحليلاتها, كانت تقف حائلاً وسداً منيعاً في وجه كل ذلك, أما التصور فهو:
لنفرض أنني دخلت محطة القطارات, ثم صعدت إلى أحد القطارات الساكنة بدلالة المحطة, ثم توجهت إلى غرفة القيادة, فأدرتُ بيدي المحركات التي تُحرك القطار, وبعد أن تَحرك القطار وانتظمت سرعته على سكته المستقيمة, قمت بمد شريط القياس(المتري) من أول القطار إلى آخره, وحين توصلت إلى معرفة وتحديد طوله الكامل بعد حركته هذه, ذهبتُ إلى نقطة منتصفه تماماً وجلستُ عندها, وأطلقتُ من منبع ضوئي أحمله إشارتين ضوئيتين, إحداهما نحو مقدمة القطار والأخرى نحو مؤخرته, وتساءلتُ:
إذا كان الضوء يتحرك بدلالة الأثير الساكن أو بدلالة الفراغ (أي: إذا كان الضوء مستقلاً بحركته عن حركة القطار) فهل ستصل الإشارتان الضوئيتان إلى هدفيهما (مقدمة القطار ومؤخرته) في وقت واحد بالنسبة لي (مازلتُ داخل القطار)؟!!
أما الآن بعد أن وضعتُ هذا البحث وما تقرر فيه من نتائج, فإنني أقول:
إن الإجابة الموضوعية على هذا التساؤل, ستكون حدّاً فاصلاً في تعيين درجة صحة فرض أينشتاين بثبات سرعة الضوء, مع استقلالية حركته, بالنسبة لجميع المراقبين .!
الملحق الثالث
هل نظريات النسبية دليل تمام علمنا, أم هي دليل عجزنا في بعض جوانب العلم؟
في إحدى المناسبات عرَّفتُ (النسبية) فقلتُ:
أولاً: مفهوم النسبية على وجه العموم يدل على أن:
القطة صغيرة بالنسبة للخروف
والخروف كبير بالنسبة للقطة
والخروف صغير بالنسبة للفيل
والفيل كبير بالنسبة للخروف ...
وعندما تركض القطة (أ) تقول إن القطة (ب) ساكنة
وفي نفس الوقت تقول القطة (ب) إن القطة (أ) تركض وأنا ساكنة ... إلخ
ثانياً: وأما مفهوم نظريات النسبية فيدل على أنه:
عندما تدعي القطة (أ) أنها ساكنة وترصد قطة مماثلة لها (ب) تتحرك بدلالتها حركة مستقيمة منتظمة
فإن القطة (ب) في نفس الوقت تدعي أنها ساكنة وترصد القطة (أ) تتحرك بدلالتها حركة مستقيمة منتظمة.
ثالثاً: وأضافت نسبية أينشتاين في القطتين المتناظرتين:
أن القطة (أ) ترصد القطة (ب) المتحركة بدلالتها بانتظام – أصغر – منها
وفي نفس الوقت ترصد القطة (ب) أن القطة (أ) المتحركة بدلالتها بانتظام – أصغر – منها.
إذن؛ إن مفهوم النسبية على وجه العموم (الذي في أولاً) يقوم على المعرفة اليقينية في تحديد جميع المقادير وتحديد ممَ تنشأ.
وأما نظريات النسبية (التي في ثانياً وثالثاً) فتقوم بجملتها على جهلنا المطبق في تعيين وتحديد أيّ الجسمين يتحرك بانتظام فعلاً بفعل القوة المحركة. أَيْ: إذا أمكن, يقيناً, تحديد أيِّ الجسمين يتحرك
بدلالة الآخر بانتظام فعلاً, فحينئذ لن يبقى مسوغ لأية نظرية نسبية فيزيائية. (ولا ننسَ أن أيَّ حركة منتظمة يسبقها تسارع, وهذا يعني لزوم وجود قوة محركة ابتداءً).
إن نظريات النسبية الفيزيائية, دليل جهلنا المطبق في بعض جوانب العلم, بل في أعلاها مكانة ومرتبة من أجل فهم أعمق وأدق للكون وما فيه. ولكنها في الوقت نفسه تحاول أن تتخطى هذا الضَّعف والعجز فينا, فتمدنا بما يُسعفنا في وضع القوانين والنظريات التي تُسهم في تطوير وتحسين أدواتنا المعرفية عن الكون وما فيه عموماً. فهي تحاول التعايش مع هذا الجهل, بيد أنه من الأولى والأجدر استئصاله.
لم أجد ما يدل على جهلنا المطبق هذا, أوضح من الشك والاحتمال في فهمنا: (هل هذا الجسم ساكن أم متحرك فعلاً؟) ومعلوم أن البنية الداخلية للجسمين النظيرين, تختلف اختلافاً جوهرياً, بين الساكن والمتحرك منهما.
وكذلك لم أجد للخروج من هذا الجهل, سوى وجود المرجِّح في ذلك.
كان الفيزيائيون, قبل القرن العشرين, يطمحون ويجتهدون في تحديد وتعيين الجسم المتحرك فعلاً. فلم يرَ مايكلسون بفكره الثاقب أمامه لتحقيق ذلك آنئذٍ سوى حركة الضوء (بدلالة الأثير الساكن) المستقلة عن حركة الأرض, من خلال المفاهيم والمعايير والأجهزة المتوفرة بين أيديهم. ولكن تجربته, وفق هذه المعطيات, لم تفِ بالغرض الذي أُنشئت من أجله وبقي الأمل معقوداً على إيجاد الأنجع والأسلم, إلى أن جاء أينشتاين (بفرض ثبات سرعة الضوء) الذي أطاح بكلّ أمل وطموح في سبيل تحقيق ذلك.
لقد كان ينقص مايكلسون (وعلماء عصره) الأدوات الدقيقة التي من خلالها يمكنه أن يتحقق من زمن وصول حركتي إشارتين ضوئيتين في جهتين متعاكستين, ذهاباً فقط أو إياباً فقط. لذلك أنتجت عبقريته الإشارتين المتعامدتين, ذهاباً وإياباً, في جهاز التداخل؛ لأن الإشارتين المتعاكستين ذهاباً وإياباً لا تحققان هذه الغاية, كما هو معلوم, وذلك أن ما تكسبه إحداهما في ذهابها ستفقده في إيابها, فتكون نتيجة وصولهما معاً في أيّ افتراض, أمر بدهي.
وأختم بالسؤال التالي:
لو تمكنا من إجراء تلك التجربة ذهاباً فقط أو إياباً فقط, في الأجسام المتحركة فعلاً(يقيناً لا ترجيحاً) فهل سنوقظ الطموح الغافي فينا ونُعيد الأمل المفقود إلينا؟!!
والحمد والشكر لله ربِّ العالمين في جميع سكناتنا وحركاتنا.
ولكم تحياتي