| |
|
| قراءة في بحث (إشارة القرآن الكريم إلى سرعة الضوء) | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هشام 1
عدد الرسائل : 21 العمر : 61 البلد : دمشق تاريخ التسجيل : 09/08/2008
| موضوع: قراءة في بحث (إشارة القرآن الكريم إلى سرعة الضوء) الأربعاء 16 مايو 2012 - 13:45 | |
| السلام عليكم:
الإخوة الكرام: حياكم الله تعالى.. أضع بين أياديكم الكريمة هذه الدراسة راجياً من الله تعالى أن تصب في قنوات النقد البناء..
قراءة في بحث (إشارة القرآن الكريم إلى سرعة الضوء)
الحمد لله رب العالمين.. الحمد لله وكفى, والصلاة والسلام على رسوله المصطفى, وعلى آله وأصحابه أجمعين الطيبين الشرفا, ومن تبعهم بمحبة وإحسان إلى يوم الجزاء والوفا.. وبعدُ؛ فلَما كان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة باباً من أبوب الدعوة إلى الله عز وجل.. - ليس هو أعلاها ولا يميز عنها, ولكن قد يكون بعضها في مواطن أنجع من بعض, وهذا يتطلب حصافة الداعية وبُعدَ نظره- ولمَا كان الإعجاز العلمي فناً قائماً بنفسه له أسسه وقواعده وضوابطه التي تبين الصحيح من غيره في مادته.. لما كان كل ذلك؛ فإنه عند وجود بحث أو مجموعة أبحاث تخرج عن شيء من هذه القواعد والضوابط, فلاشك أن النقد والتصويب يوجه إلى هذه الأبحاث والدراسات وليس إلى الفن نفسه.. منذ عشرين عاماً تقريباً, قدم العالمان الجليلان فضيلة الدكتور محمد دودح حفظه الله تعالى, والدكتور منصور حسب النبي رحمه الله تعالى, بحثاً عميقاً رصيناً يبرهنان فيه على إشارة القرآن الكريم إلى مقدار سرعة الضوء في الخلاء البالغة (299792.485 كم/ ثا) وكان لهذا البحث الذي بذلا فيه جهوداً طيبة مباركة- أسأل الله تعالى أن يُجزل لهما الأجر والمثوبة على ذلك- أثاراً متباينة في مختلف الأوساط الدينية والثقافية, مازلنا نلحظها حتى يومنا هذا. وبالرغم من أن الهدف الرئيس المعلن للبحث وهو (إشارة القرآن الكريم إلى مقدار سرعة الضوء في الخلاء) إلا أننا نجد الشائع والذائع عنه أنه يدل على صحة فرض (ثبات سرعة الضوء في الخلاء).. - ومَرّد ذلك في ظني إلى تكرار عبارة (السرعة القصوى) بين ثناياه- وغير خافٍ ذاك البون الشاسع بين (مقدار سرعة الضوء) و(ثبات سرعة الضوء) إذ إن القول الأول يدل على أن سرعة الضوء هي كغيرها من سرعات المادة في الكون تزيد وتنقص وتقبل قانون تركيب السرعات الغاليلي.. في حين أن القول الثاني يدل على أن سرعة الضوء هي السرعة القصوى في الكون- المادي- فينتفي بذلك وجود ما هو- مادي- يتحرك أسرع من الضوء في هذا الكون الرحيب.. وانطلاقاً من هذا المفهوم الشائع, عكفت على النظر في هذا البحث الموجود على الرابطين التاليين:
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=744
http://quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=1104 متسائلاً: هل دلالات الآية الكريمة (رقم 5 من سورة السجدة) تشير إلى المعاني التي استنبطها منها كلٌّ من فضيلة الدكتور محمد دودح حفظه الله تعالى, والدكتور منصور حسب النبي رحمه الله تعالى, وأخذَتْ بهما إلى المعادلة التي وضعا حساباتها في هذا البحث؟ من خلال التمحيص الدقيق والدراسة المتأنية لمختلف جوانب هذا البحث وقفتُ على مجموعة مسائل أحسبها تستحق منا مزيداً من التأمل وإمعان النظر فيما توصل إليه البحث حول (إشارة القرآن الكريم إلى السرعة القصوى في الكون) ودونكم موجزاً عن معظمها: تدور محاور البحث التي انبثقت عنه المعادلة- الفلكية- الدالة على (إشارة القرآن الكريم إلى السرعة القصوى في الكون) حول تأويل الكلمات التالية: (الأمر- من السماء – إلى الأرض- في يوم- الضمير في مقداره- ألف سنة- مما تعدون مع ضميرها المقدر, أي: "مما تعدونه- ") من قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} السجدة 5
أما التأويلات التي اُعتمدتْ في البحث, فهي:
1- (الأمر= المأمور به) (من السماء = ابتداء المسير) (إلى الأرض = انتهاء المسير): ومما قالا في ذلك: "... والتدبير Management يلزمه فاعل ويعوزه بالضرورة مفعولا به يتجلي فيه فعل التدبير, وورود (الأمر) مفعولا به يجعله مأمورا به يتجلى فيه تدبير الخالق سبحانه فيستقيم حمله على المادة الأساسية للعالم, قال الألوسي: "الأمر راجع إلى المراد لا إلى الإرادة.. (أي) الأشياء المرادة المكونة" , وقال ابن تيمية: "وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى.. المخلوق خلقا لقوله تعالى هذا خلق الله. ولهذا يسمى المأمور به أمرا" , "ولفظ الأمر يراد به.. المفعول.. كما قال تعالى: أتى أمر الله.. فهنا المراد به المأمور به وليس المراد به أمره الذي هو كلامه" , "فإذا قيل في المسيح أنه (كلمة الله) فالمراد به أنه خُلِقَ بكلمة.. (كن).. وكذلك إذا قيل عن المخلوق أنه (أمر الله) فالمراد أن الله كونه بأمره" , "وهذا قول سلف الأمة وأئمتها وجمهورها" , "وبهذا التفصيل يزول الاشتباه في مسألة الأمر" ." ا.هـ
وقالا: "ما هو الأمر المشار إليه في آية السجدة ( 5 ) ؟ ولماذا أتى معرفاً بأل بينما اليوم والسنة ورداً في صيغة النكرة ؟ وللجواب على ذلك نذكر قوله تعالى: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) , وبهذا فإن الأمر هو موضوع التدبير، وقوله تعالى: (من السماء إلى الأرض )، بيان بمجمل التدبير وطبيعته، وقوله تعالى: (ثم يعرج إليه ). أي: يتحرك في ملكه، وبيان ـ أيضاً ـ بالفاعل المدبر، لأن الضمير في ( إليه ) عائد على المولى عز وجل، وأما قوله تعالى: (في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) فهو ـ كما ذكرنا ـ بيان بسرعة هذا الأمر الكوني في الفراغ بين السماء والأرض. وتنكير اليوم والسنة دليل على تغير قيمتها في نظام الأرض والقمر بمرور الزمن وارتباطها بهذه العلاقة القرآنية الفلكية الدائمة لهذا النظام، بينما تعريف الأمر ( بأل ) يدل على ثبات سرعته الموصوفة بين السماء والأرض في هذه العلاقة الكونية ثبوتاً مطلقاً!. وطبيعة التدبير هنا هي بلا شك حركة دائبة وعروج مستمر لا ينقطع، فقوله عز وجل: (من السماء ) يدل على ابتداء المسير، و (إلى الأرض ) يدل على منتهى المسير، والفعل ( يعرج ) موضعه السماء، ويدل على الحركة في انحناء، لأن العروج عن السير في خط مستقيم. ويعرج بمعنى يصعد أو يسير مطلقاً بغير تحديد، في ميل وانحناء أو في خطوط ملتوية، فيدل على الحركة وقطع المسافات. ومنه تعارج: حاكي مشية الأعرج، وانعرج الشيء، وتعرج: انعطف ومال، وعرّج الثوب: خططه خطوطاً ملتوية ( المعجم الوسيط ). وفاعل ( يعرج ) هو الأمر هنا، ويدل على وجود كوني من مادة هذا العالم المنظور. بين السماء والأرض بدلالة الاقتران الكوني هنا بين الأمر والسماء والأرض المعهودة لنا، فلا بد وأن الأمر وهو معرف بأل معهود لنا، لأن ( أل ) تأتي للعهد والجنس، وبالتالي يشمل الأمر هنا كل ما يتحرك بالسرعة الموصوفة طبقاً للمعادلة القرآنية السابق شرحها." ا.هـ
2- (في يوم = معيار لقياس الزمن): قالا: " وإن التعبير الزمني في آية السجدة ( 5 ) هو الزمن الفيزيائي الذي نعد به الأيام والسنين، أي: بالزمن المعلوم عند المخاطبين بالقرآن: ( مما تعدون ) أي: من جنس الذي تعدونه، والعرب يعدون اليوم مضبوطاً على الشمس ( يوم اقتراني )، ويعدون السنين مضبوطة على ظهور هلال القمر لقياس الشهور، وبالتالي لقياس السنين ( السنة = 12 شهراً قمرياً ). ولفظ ( يوم ) في السجدة ( 5 ) محدود وليس مطلقاً غير محدود بدلالة وجود حرف الجر في قوله تعالى: (في يوم ) الذي يفيد ـ كما ذكرنا ـ معنى الاشتمال والوعاء، إذ أن أي وعاء لا بد وأن يكون محدوداً، لأنه المقياس الذي يتم الاتفاق عليه كمكيال، وهنا نؤكد أن المقياس الزمني المستعمل هنا هو اليوم بمعناه الكامل الذي نعرفه نحن البشر كمقياس عياري ووعاء زمني ثابت، وليس بمعنى أن النهار يطول ويقصر، وليس اليوم غيبياً أو أخروياً غير محدد، لأنه لا يصلح كوعاء، ولا بد أن يكون بمعنى اليوم الكامل المتعارف عليه بليله ونهاره بدورة الشمس الظاهرية، أي: بدورة كاملة للأرض حول محورها، وهو زمن عياري يصلح هنا كوعاء زمني ليوم كامل من أيامنا المعروفة لنا معشر البشر، والتي نعدها مع صباح كل يوم: ( مما تعدون)." ا.هـ
3- ( الضمير في مقداره, يعود على التدبير): قالا: " الضمير في ( مقداره ) عائد على التدبير، لا على اليوم، حيث النص الكريم ( السجدة: 5 ) بيان للسير والتدبير وليس لليوم، بهذا قال مجاهد: الضمير هنا عائد على التدبير، أي: كان مقدار التدبير في يومٍ ألفَ سنة مما تعدون" ا.هـ
4- (ألف سنة = معيار لقياس المسافة): قالا: " النص الكريم في السجدة ( 5 ) يبين حد السرعة في السماء في قوله تعالى: ( في يوم كان مقداره ألف سنة )، لأنه يقطع مسيرة ألف سنة في يوم واحد ( الزمخشري وأبو حيان ) منسوباً إلى حد استطاعة البشر في قوله تعالى: (مما تعدون )، يعني: مما يقع تحت قياسكم فيمكنكم أن تعدوه بطريقتكم التي تعهدونها في عد السنين ـ وتحصوه. والعرب تعد السنين بسير القمر، فيكون حد السرعة في السماء مقداره مسيرة أو مسافة ألف سنة قمرية في اليوم الواحد، كما قال ابن عباس: ( سرعة سير هذا الأمر يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم )... وأكد هذا المعنى الزمخشري والقرطبي." ا.هـ
5- (مما تعدون مع ضميرها المقدر) لتمييز (حركة الأمر بانحناء ) ولتمييز (حركة القمر): قالا: "... والتعبير (مّمّا تَعُدّونَ) وصف عائد على الألف سنة المتضمنة لحركة جسم نسبية يتعدد وصفها ويعوزها التحديد فعاد سياقا على الحركة, والسياق يتعلق بقياس حركة أمر ما يملأ الكون بين الأجرام (مِنَ السّماَءِ إِلَى الأرْضِ) وبيان أن حركته بانحناء كحركة الأعرج في مشيته وهو وصف يتفق مع المعلوم اليوم بحركة القوى الفيزيائية في الفضاء بين الأجرام بانحناء نتيجة لتأثير الأجرام." ا.هـ "..., ويصلح الوصف (مّمّا تَعُدّونَ) لتمييز حركة القمر المتضمنة سياقا والتي تبنى عليها السنة ولا يصلح أن يكون تمييزا للسنة القمرية لأنه يحدد مُختار من متعدد وهم لم يستخدموا غيرها في التقويم, وهو يعني (من الذي تحسبون وتظنون) وليست السنة محل ظن, وبذلك يشترط السياق لتعريف أقصى سرعة أن تكون حركة القمر وفق ما يحسبون ويظنون وإن كانت الحقيقة بخلافه..." ا.هـ
- يتبع - | |
| | | هشام 1
عدد الرسائل : 21 العمر : 61 البلد : دمشق تاريخ التسجيل : 09/08/2008
| موضوع: رد: قراءة في بحث (إشارة القرآن الكريم إلى سرعة الضوء) الأربعاء 16 مايو 2012 - 13:53 | |
| - 2 - أقول: ونتيجة بحثهما هذا كانت: قالا: "... وقالوا في مجموعة التفاسير: شهور السنة القمرية مبنية على سير القمر في المنازل... فيكون معنى سير أو مسافة ـ ( ألف سنة مما تعدون ) ـ أي: مسافة ألف سنة قمرية... أو سير القمر في ألف سنة. وبهذا: فإن الشيء الذي يقاس على سيره في ألف عام يلزم أن يكون آية عامة مشاهدة، ويكون أجله فوق الألف عام، ويسير بانتظام ومن جنس ما يسير في السماء، وهذا قطعاً ليست الإبل، وليست أيضاً فزورة يصعب حلها... إن وسيلة القياس هنا هي القمر، وهو المقياس المعياري الذي اختاره الله لتعيين حد السرعة في السماء، الذي يمكن تعيينه الآن كمسافة ألف سنة قمرية مقطوعة كحد أقصى في اليوم الواحد من أيامنا. وهنا نبدأ ولأول مرة في إدراك أساس النسبية الخاصة من آية السجدة ( 5 ). حد السرعة في السماء = المسافة / الزمن = مسافة ألف سنة قمرية / زمن اليوم الأرضي وبهذا وصلنا من خلاصة التفاسير إلى المعادلة القرآنية الأخيرة، كتعبير رياضي عن منطوق آية السجدة ( 5 )، وسوف نتناول هذه المعادلة في البند التالي بمزيد من التفصيل والتحليل، لنثبت أن هذا الحد هو سرعة الضوء في الفراغ أو الهواء، وقدره 299792.5 كم / ث، لتتعرف على المعجزة القرآنية في أهم مبدأ فيزيائي في القرن العشرين يتم إعلانه بواسطة أينشتين عام 1905م." ا.هـ وقالا: " وفيما يلي بيان هذه المعجزة القرآنية حسابياً طبقاً للمعادلة القرآنية المعتمدة شرعياً, نعوض عن المسافة بحاصل ضرب السرعة في الزمن طالماً أن السرعات الواردة منتظمة وثابتة: - الحد الأقصى للسرعة س × زمن اليوم الأرضي = 12000 × طول المدار القمري. - الحد الأقصى للسرعة الكونية س = 12000 × طول المدار القمري حول الأرض / زمن اليوم الأرض مع ملاحظة أن الرقم 12000 هو عدد الدورات القمرية حول الأرض في 12000 شهر قمري، أي: في 1000 سنة قمرية، لأن القمر يدور دورة واحدة حول الأرض كل شهر قمري. وبالتعويض في هذه المعادلة عن طول المدار القمري حول الأرض بحاصل ضرب: متوسط السرعة المدارية الخالص للقمر × زمن الشهر القمري الحد الأقصى للسرعة الكونية س = 12000 × متوسط السرعة المدارية للقمر ع × زمن الشهر القمري ز1 / زمن اليوم الأرضي ن1 س = 12000 ع1 ز1/ ن1 ..... ( 1 )
حيث ع1، ز1، ن1: قيم حقيقية وليست ظاهرية.
وهذه هي المعادلة القرآنية الجديدة لنظام الأرض والقمر، والمطلوب حساب الحد الأقصى للسرعة الكونية س منها بمعلومية الطرف الأيسر." ا.هـ (...)
" س = (12000 × 3282.82315 × 655.71986) ÷ 86164.0906 = 299792.5 كم / ثانية " ا.هـ
أقول: ولقد شرح مفصلا الدكتور منصور, رحمه الله تعالى, أسباب اعتماده على (اليوم النجمي والشهر النجمي وسرعة القمر في النظام النجمي) في التعويض في المعادلة ويمكننا القول بأنه قد أجاب بذلك على مختلف ما وُجه إليه من نقد في هذه القضية.. بيد أنني بالرغم من ذلك كله أجد أن السؤال الآتي مازال يحتاج إلى إجابة: من المعلوم أن حساب ساعات الشهر القمري النجمي وفق اليوم الاقتراني (24 ساعة) تساوي: 27.321661 × 24 = 655.71986 ووفق اليوم النجمي تساوي المقدار نفسه: 27.396494× 23.934444= 655.71986
فلماذا اختار الباحثان في المعادلة لفظ (اليوم الاقتراني)؟
فنحن في (عدد ساعات أيام ألف سنة) إما أن نأخذ بالحساب: (27.396494× 23.934444= 655.71986 ) (وبهذا لن يكون للمعادلة صلة بالآية الكريمة من حيث قوله تعالى: {مِّمَّا تَعُدُّونَ} علماً بأنهما قالا: "... وبذلك يشترط السياق لتعريف أقصى سرعة أن تكون حركة القمر وفق ما يحسبون ويظنون وإن كانت الحقيقة بخلافه..." ا.هـ) وإما أن نأخذ بالعد: (29.53059×24= 708.73416)
أما أن يكون المقدار نفسه (655.71986) والاختلاف لفظياً فقط (يوم اقتراني بدلاً من يوم نجمي) فهذا يحتاج إلى بيان وإيضاح..
أقول: وأما المسائل التي استوقفتني في مقارنة تأويل الآية الكريمة وما نتج عنه في المعادلة الحسابية, مع مقدار سرعة الضوء في الخلاء فأذكر منها:
1- المسألة الأولى: (في مقارنة حركة الأمر مع حركة الضوء) عَلمنا أن المعادلة الحسابية أنتجت: أن المسافة التي يقطعها القمر في ألف سنة بحركة مستقيمة منتظمة تساوي المسافة التي يقطعها الأمر في يوم بين السماء والأرض وتساوي المسافة التي يقطعها الضوء في يوم في الخلاء وهذا يعني؛ أن سرعة الأمر بين السماء والأرض الوارد في الآية الكريمة تساوي سرعة الضوء في الخلاء.. وبالعودة إلى دلالات الآية الكريمة على وصف (حركة الأمر) في قوله تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) نجدها في (يدبر ويعرج) والتدبير هنا لا يعني مطلق النزول (أو النزول في الخلاء) وإنما يعني تهيئة وتوطئة مسلك النزول من خلال المعترضات (وارجع في ذلك إلى كتب التفسير, وإليك ما جاء في روح المعاني: " وأصل التدبير النظر في دابر الأمر والتفكر فيه ليجيء محمود العاقبة, وهو في حقه عز وجل مجاز عن إرادة الشيء على وجه الإتقان ومراعاة الحكمة, والفعل مضمن معنى الإنزال")
ويؤيد هذا المعنى حركة الأمر في الصعود (يعرج) الذي ورد بيانه في ثنايا بحثهما: قالا: "... وطبيعة التدبير هنا هي بلا شك حركة دائبة وعروج مستمر لا ينقطع، فقوله عز وجل: (من السماء) يدل على ابتداء المسير، و(إلى الأرض ) يدل على منتهى المسير، والفعل ( يعرج ) موضعه السماء، ويدل على الحركة في انحناء، لأن العروج عن السير في خط مستقيم. ويعرج بمعنى يصعد أو يسير مطلقاً بغير تحديد، في ميل وانحناء أو في خطوط ملتوية، فيدل على الحركة وقطع المسافات. ومنه تعارج: حاكى مشية الأعرج، وانعرج الشيء، وتعرج: انعطف ومال، وعرّج الثوب: خططه خطوطاً ملتوية ( المعجم الوسيط )." ا.هـ
أقول: وهذا يعني وفق المعطيات المتقدمة أن المسافة التي يقطعها القمر في ألف سنة بحركة مستقيمة منتظمة تساوي المسافة التي يقطعها الأمر في ميول وانحناء في يوم بين السماء والأرض وتساوي المسافة التي يقطعها الضوء في يوم في الخلاء! فكيف يمكننا أن نوفق بين تطابق مقادير المسافة والسرعة والزمن (في الأمر والضوء) في الوقت الذي تكون فيه حركة الضوء مستقيمة وحركة الأمر متعرجة؟!
وقد قالا: "... وعليه: فإن القرآن الكريم يقرر أن سير الضوء وسرعته بيان للسير الكوني وسرعته، والمماثلة هنا بين الضوء والأمر الكوني في المقدار والأحوال، فالأمر هنا أمر إلهي كسرعة الضوء وطبيعته وتكوينه، والآية واضحة المعاني". !
2- المسألة الثانية: (في عودة الضمير في قوله تعالى {مِّمَّا تَعُدُّونَ}) فبالرغم من أن الباحثين أعادا الضمير ههنا إلى (ألف سنة) إلا أنه أشكل عليهما أن يكون المراد منه وصفاً (للسنة) فجعلاه وصفاً للحركة, حيث قالا: "... ولا يصلح أن يكون تمييزا للسنة القمرية لأنه يحدد مُختار من متعدد وهم لم يستخدموا غيرها في التقويم" ا.هـ
أقول: ولعله فاتهما ما جاء في طيات بحثهما نفسه: "... ويستخدم النظام الاقتراني لعد الشهور والأيام، وبالتالي لعد السنين، أما النظام النجمي فيستخدم فقط للحساب وليس للعد. ويشير القرآن الكريم إلى وجود فرق بين العد والحساب بقول الله تعالى: (.... والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب.... ) (5) سورة يونس.. فعطف سبحانه الحساب على العد ليدل لغوياً على المغايرة التي تجعلنا نستخدم هنا النظام النجمي الحقيقي للحساب بدلاً من النظام الاقتراني الظاهري المستخدم في العد فقط." ا.هـ
أقول: وبهذا التنوع للوصف (العد والحساب) الذي أقره البحث نفسه, يرتفع الإشكال الذي اعترى الباحثين الجليلين ويتضح لنا بأن الضمير في {مِّمَّا تَعُدُّونَ} لا يعود على أيٍّ من الحركات, وإنما يعود على (السنة) لتعيين أحد الوصفين, أي: (ألف سنة مما تعدون من السنين وليس مما تحسبون من السنين) ويتجلى لنا ذلك ما جاء في سورة الحج: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } الحج47
وعليه يجب أن تكون المعادلة: [س = (12000 × 3282.82315 × 29.53059 ×24) ÷ 86164.0906 = 324030.42494 ] أو: [س = (12000 × 3282.82315 × 29.53059 ×24) ÷ 86400 = 323145.681617 ]
[center]- يتبع - [/center]
| |
| | | هشام 1
عدد الرسائل : 21 العمر : 61 البلد : دمشق تاريخ التسجيل : 09/08/2008
| موضوع: رد: قراءة في بحث (إشارة القرآن الكريم إلى سرعة الضوء) الأربعاء 16 مايو 2012 - 13:58 | |
| - 3 -
3- المسألة الثالثة: (في تعميم نتيجة البحث) لقد اعتنى الباحثان في بيان وشرح وتأويل كلمة (الأمر) اعتناء شديداً, وما ذلك إلا لكونها مدار البحث كله. ونظراً لتشعب دلالاتها وتداخل مفاهيمها, فإنني أكتفي هنا بالإشارة إلى الآتي:
أ): - يعتمد الباحثان على تأويل كلمة (الأمر) بـ (بالمأمور به).. قالا: "... والتدبير Management يلزمه فاعل ويعوزه بالضرورة مفعولا به يتجلي فيه فعل التدبير, وورود (الأمر) مفعولا به يجعله مأمورا به يتجلى فيه تدبير الخالق سبحانه فيستقيم حمله على المادة الأساسية للعالم, قال الألوسي: "الأمر راجع إلى المراد لا إلى الإرادة.. (أي) الأشياء المرادة المكونة" , وقال ابن تيمية: "وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى.. المخلوق خلقا لقوله تعالى هذا خلق الله. ولهذا يسمى المأمور به أمرا" , "ولفظ الأمر يراد به.. المفعول.. كما قال تعالى: أتى أمر الله.. فهنا المراد به المأمور به وليس المراد به أمره الذي هو كلامه" ا.هـ
أقول: كنتُ آمل من الباحثين أن يبينا لنا كيف يصبح المعنى مع تأويل (الأمر) بـ (المأمور به) -لأن فاعل (يدبر) هو الله سبحانه -؟ فعلى ماذا يعود الضمير في (به)؟ ومن هو المأمور؟ وبأي أمر مأمور؟ فهل يصبح المعنى- بعد تنزيه الله سبحانه وتعالى من أن يكون هو المأمورَ: (يُنَزل اللهُ سبحانه- مادة الكون- التي أمرها الله سبحانه بالنزول) (أو يحرك اللهُ سبحانه- مادة الكون- التي أمرها الله سبحانه بالحركة) ؟! أقول: فكيف يستقيم المعنى في أن يحركها الله تعالى, ويأمرها في نفس الوقت بأن تحرك نفسها ؟!
ومَن أوّل- من المفسرين- (الأمر بالمأمور به) هنا, جعل (المأمور) عبادَ الله تعالى, قال: " ... وقيل : المراد بالأمر المأمور به من الطاعات والأعمال الصالحات والمعنى يُنَزل سبحانه ذلك مدبرا من السماء إلى الأرض ثم لا يُعمل به ولا يَصعد إليه تعالى, ذلك المأمور به خالصا كما يرتضيه إلا في مدة متطاولة لقلة الخُلص من العباد, وعليه يدبر مضمن معنى الإنزال" ا.هـ أقول: وما نقلاه عن ابن تيمية رحمه الله تعالى, في تأويل (أتى أمر الله) فإن (فاعل الفعل أتى) في هذه الآية الكريمة هو (الأمر) فكان تأويله (أتى المأمور من الله تعالى بالإتيان, أي: أتى الذي أمره الله تعالى بالمجيء)..
ب): - ويعتمد الباحثان على أن (الـ) التعريف في كلمة (الأمر) إنما هي للعهد الضمني, وقرينتها الحال وهي الحركة في حدها الأقصى.. قالا: "... وعليه فإن المراد في آية السجدة ( 5 ) بيان سنة كونية للأمر الكوني المعرف لغة، بالألف واللام، والمُعرف حالاً بالسرعة الموصوفة في حدها الأقصى..." ا.هـ
أقول: لا يخفى؛ أنه لا يجوز تأويل الاسم الذي فيه (الـ) التي للعهد.
جـ): - كما يعتمد الباحثان على أن المأمور به هو فقط كل ما يتحرك بالسرعة القصوى: قالا- كما تقدم- : "... وفاعل ( يعرج ) هو الأمر هنا، ويدل على وجود كوني من مادة هذا العالم المنظور. بين السماء والأرض بدلالة الاقتران الكوني هنا بين الأمر والسماء والأرض المعهودة لنا، فلا بد وأن الأمر وهو معرف بأل معهود لنا، لأن ( أل ) تأتي للعهد والجنس، وبالتالي يشمل الأمر هنا كل ما يتحرك بالسرعة الموصوفة طبقاً للمعادلة القرآنية السابق شرحها." ا.هـ
أقول: إن دلالات الآية الكريمة ههنا صريحة وواضحة بأنها خاصة في (الأرض)؛ (من السماء إلى الأرض) ثم (يعرج إليه) أي: من الأرض. فإذا سلمنا بما جاء في المعادلة؛ فإن الآية الكريمة لا تعني بأن هذا التدبير الخاص بالأرض ينطبق على التدبير (من السماء إلى المريخ) (أو الزهرة أو الشمس أو نجم قنطورس...إلخ) فحين أقول: (أُرسل الحاج من دمشق إلى مكة المكرمة بسرعة 1000كم/ سا) فهذا لا يعني بالضرورة أنني (أُرسل الحاج من دمشق إلى المسجد الأقصى المبارك بسرعة 1000كم/ سا).
أقول بعد هذه الإشارات الثلاث: هل يصح أن يكون معنى (الأمر) في هذه الآية الكريمة هو(مادة الكون) برمتها؟
4- المسألة الرابعة: (في معيار حركة الأمر) يتلخص تعليق الجار والمجرور (في يوم) من آية السجدة (5) في كتب التفسير في الصور التالية: أ): في الفعل (يدبر) فقط, فيكون التدبير من السماء إلى الأرض في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون, ويكون مقدار العروج مسكوتاً عنه. ب): أو في الفعل (يعرج) فقط, فيكون مقدار التدبير مسكوتاً عنه, ويكون العروج من الأرض إلى السماء في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. جـ): أو فيهما معاً من باب التنازع, فيكون (في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) مقداراً للنزول والعروج معاً أو مقدار النزول في يوم...ومقدار العروج في يوم... فيكون المكث في الأرض مسكوتاً عنه. أقول: أما في البحث؛ فقد اعتمد الباحثان على ما في (جـ) ولكنهما لم يتقيدا في أن يستوعب اليوم- الواحد- حركة النزول والعروج جميعاً, أو حركة النزول لوحدها كاملة و حركة العروج لوحدها كاملة, وإنما اعتمدا على أن اليوم هو معيار لحركة (الأمر) أثناء نزوله وعروجه... وخلاصة ما قالاه في ذلك: "... وعلى هذا فالنص الكريم في السجدة ( 5 ) لا يدل على انتهاء العروج والسير إلى مكان ـ أو انقطاع التدبير والتقدير في زمن معين، ولكنه يدل على حد السرعة في السماء، وبهذا يتضح الأمر الكوني نوراً على نور، ويتمهد الطريق ـ بفضل الله ـ للحساب في هذه المعادلة القرآنية." ا.هـ
أقول: بناء على اعتمادهما في تعلق الجار والمجرور على ما في (جـ) فذلك يقتضي أن تكون حركة الأمر دائماً في يوم كامل دون زيادة أو نقصان؛ (سواء أكان اليوم يستوعب النزول والعروج كليهما معاً, أو يستوعب النزول كله فقط أو العروج كله فقط, أو يستوعب جزءاً من أيٍّ منهما) وهذا يعني- بحسب ما ورد في البحث- ؛ أن حركة المادة الكونية (فوتون, غرافتيون, نيوترينو...) لا يمكن أن تجري في الكون- في كل مرة- بأقل من المسافة التي يقطعها القمر في ألف سنة.. أو لا يمكن أن تنقص حركتها- في كل مرة- عن يوم نجمي كامل! بمعنى آخر؛ إن ذلك يقتضي أن تكون حركة المادة في الكون على- دفعات- ثابتة المقدار, تساوي (س× يوم نجمي) دون زيادة أو نقصان! أقول: فهل هذا ما عليه حركة المادة في الكون؟!
5- المسألة الخامسة: (في اختيار المقابل لحركة الأمر) يُلاحظ في المعادلة الفلكية وجود مفردات ليس عليها دلالات في الآية الكريمة, من مثل: ( اليوم النجمي والشهر النجمي وحركة القمر) وحسبي أن أنظر هنا في اختيارهما لـ (حركة القمر) التي تقابل حركة (الأمر) حيث قالا في تعليل ذلك: "... وبهذا نصل إلى حل العقدة بمقتضى المثلية في مقدار المسير في الحالتين، واختلاف الزمنين الواردين في الآية لاختلاف السرعتين للأمر الكوني السريع من جهة، وللقمر البطيء من جهة أخرى، وعليه كما فهم المفسرون جميعاً ( إلا القليل جداً منهم ) تكون هكذا: المسافة التي يقطعها الأمر الكوني في يوم أرضي (وفق النظام النجمي, كما ورد في المعادلة) واحد = المسافة التي يقطعها القمر في مدار في ألف سنة قمرية، على اعتبار أن القمر هو الوسيلة الفلكية العلمية القرآنية والشرعية لعد الشهور والسنين، ومراعاة للوصف القرآني، مما تعدون." ا.هـ
وقالا: "... وبهذا: فإن الشيء الذي يقاس على سيره في ألف عام يلزم أن يكون آية عامة مشاهدة، ويكون أجله فوق الألف عام، ويسير بانتظام ومن جنس ما يسير في السماء، وهذا قطعاً ليست الإبل، وليست أيضاً فزورة يصعب حلها... إن وسيلة القياس هنا هي القمر، وهو المقياس المعياري الذي اختاره الله لتعيين حد السرعة في السماء، الذي يمكن تعيينه الآن كمسافة ألف سنة قمرية مقطوعة كحد أقصى في اليوم الواحد من أيامنا." ا.هـ
أقول: بناء على تعليليهما: الأول: "... على اعتبار أن القمر هو الوسيلة الفلكية العلمية القرآنية والشرعية لعد الشهور والسنين، ومراعاة للوصف القرآني، مما تعدون." ا.هـ والآخر: "... فإن الشيء الذي يقاس على سيره في ألف عام يلزم أن يكون آية عامة مشاهدة، ويكون أجله فوق الألف عام، ويسير بانتظام ومن جنس ما يسير في السماء(...) إن وسيلة القياس هنا هي القمر" ا.هـ
أقول: فما الذي يميز حركة القمر عن حركة الأرض (حركة الشمس الظاهرية) وفق هذه التعاليل؟ بل! ما الذي يميز حركة القمر عن حركة الضوء وفق هذه التعاليل؟! أليست معرفة مقدار اليوم قائمة على ضوء الشمس؟ أليست معرفة مقدار الشهر قائمة على نور القمر؟ أليست حركة الضوء مستقيمة ومنتظمة في الفراغ...؟ فلماذا لا تكون المسافة التي يقطعها الأمر في يوم, تساوي المسافة التي يقطعها الضوء في ألف سنة قمرية مما تعدون؟! أي لماذا لا تكون سرعة الأمر تساوي: (106236587515.3938) كم/ ثا ؟!
بهذا التساؤل المشروع أَصلُ إلى خاتمة هذه القراءة لأقول- وجهة نظري- بناء على جميع ما تقدم:
1- إن الآية الكريمة الخامسة من سورة السجدة, تدل في ظاهرها على النسبة الرياضية المجردة التالية: ( 1/ 354367.08)..
2- إن الآية الكريمة الخامسة من سورة السجدة, لا تدل بحال من الأحوال على المعادلة الفلكية التي وضعها العالمان الجليلان فضيلة الدكتور محمد دودح حفظه الله تعالى, والدكتور منصور حسب النبي رحمه الله تعالى..
3- بعيداً عن دلالة آية السجدة (5) على هذه المعادلة الفلكية- فإنني أتفق مع جميع ما جاء في هذه المعادلة من حيث بناؤها (الفلكي والفيزيائي والرياضي) في أن المسافة التي يقطعها القمر بدلالة النجم في (327859.932) يوماً اقترانياً أو في (328757.934) يوماً نجمياً تساوي المسافة التي يقطعها الضوء في الخلاء في (يوم نجمي واحد)..
4- أؤكد على أن جميع ما ورد في هذه القراءة إنما هو مجرد اجتهاد يقبل الخطأ قبل الصواب.. فرحم الله تعالى امرأً أهدى إلي أخطائي..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
محمد هشام الأرناؤوط
| |
| | | | قراءة في بحث (إشارة القرآن الكريم إلى سرعة الضوء) | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|