وجّه غاليليو (1564-1642) تلسكوبه الكاسرو الذي صنعه بنفسه إلى القمر و كان من المتوقع أن يشاهد سطحاً أملس للقمر حسب المعتقدات التي كانت سائدة في زمنه , و لكن كانت المفاجأة عندما رأى الحفر و الجبال على سطحه , كما اكتشف البقع الشمسية مما يعني وجود عيوب في القمر و الشمس أي أن الأجرام السماوية ليست مثالية كاملة نقية , و الثورة حصلت من هذا المنطلق لأنه احتاج إلى جهود كبيرة ليغيرالنظرة الموروثة عن الأجرام السماوية .
و كذلك وجه تلسكوبه إلى المشتري و اكتشف الأقمار الأربعة و راقب زحل و الزهرة و أثبت بهذا أن نظام كوبرنيكوس هو الصحيح .
بهذه المشاهدات من التلسكوب انهارت النظرة القديمة للمادة " النار, الهواء , الماء , التراب , الأثير " و تعززت نظرة كوبرنيكوس مما أثار الكنيسة و أدى ذلك إلى إثارة الناس ضد غاليليو .
نتيجة لهذه الثورة الفكرية العلوية حكمت المحكمة على غاليليو بالسجن و طلبت منه على سبيل التكفير أن يتلو مزامير الندامة مرة كل أسبوع في السنوات الثلاث القادمة , نتيجة لهذه المحاكمة اختفى النشاط العلمي من إيطاليا و انتقل إلى هولندا بسبب جو الحريات الموجودة فيها .
ظلت أعمال غاليليو حتى عام 1832 مدرجة ضمن الكتب التي تعرض أرواح قرائها إلى العذاب و العقاب و لم تصفح الكنيسة عن غاليليو إلا في عام 1992 و قال البابا يوحنا بواس الثاني في خطبة المناسبة " إن خطأ رجال اللاهوت في ذلك العصر عندما أكدوا رمزية الأرض كان يكمن في اعتقادهم أن فهم البنية المادية للعالم يفرضها بشكل ما المعنى الحرفي للكتاب المقدس "