نصير الدين الطوسي

هو أبو جعفر محمد بن محمد الحسن نصير الدين الطوسي، ولد في طوس سنة (597?-1201م) وتوفي في بغداد (672?-1273م)، وأحد حكماء الإسلام المشار لهم بالبنان ومن الذين اشتهروا بلقب علامة.
عاش في بغداد ولمع في البحث والابتكار، وكانت له مكانة عند الخلفاء وأولي الأمر من أمراء ووزراء، فكان صاحب رأي عندهم، وبدافع الغيرة والحسد حرض بعض الوزراء والحكام ضده عند حاكم قهستان، مما أدى إلى سجنه في إحدى القلاع.
صحيح أن السجن كان نقمة على الطوسي لكنه في الواقع كان نعمة على العلم والتأليف، فخلال سجنه استطاع إنجاز الكثير من مؤلفاته في الرياضيات التي خلدته وجعلته علماً بين العلماء.
وعندما استولى هولاكو على بغداد أخرج الطوسي من السجن ولم يتوقف عند هذا الحد بل جعله أمين على أوقاف المماليك التي استولى عليها هولاكو، فاستغل الطوسي الأموال التي تحت تصرفه وأنشأ بها مكتبة كبيرة كانت الأولى من نوعها في العالم ويصل عدد كتبها إلى 400 ألف مجلد وبنى مرصد مراغة في إقليم أذربيجان الذي اشتهر بأدق الآلات وهو من أهم المراصد الذي اعتمد عليها في عصر النهضة الأوروبية، ومن أهم الراصدين الذين عملوا فيه المؤيد العرضي من دمشق، والفخر المراغي من الموصل، والفخر الخلاطي من تفليس، ونجم الدين القزويني، ومحي الدين المغربي من حلب.
تمكن الطوسي في هذا المرصد من إخراج أكثر مؤلفاته وأزياجه في الفلك، وتبين من مؤلفاته أنه انتقد كتاب المجسطي وأنه اقترح نظاماً جديداً للكون أبسط من النظام الذي وضعه بطليموس.
وللطوسي مؤلفات في الرياضيات، من أهمها (شكل القطاع) وهو كتاب وحيد في نوعه، وهو أول كتاب يفصل المثلثات عن الفلك ويجعل المثلثات علماً مستقلاً ، ترجمه الغربيون إلى اللاتينية والفرنسية والإنكليزية وبقي قروناً مصدراً لمعلومات علماء أوروبا في المثلثات الكروية والمستوية.
كما وأظهر الطوسي براعة فائقة في البحث في بعض القضايا الهندسية التي تتعلق بالمتوازيات.
ووضع الكثير من الكتب في الحكمة والجغرافيا والطبيعيات والموسيقى والتقاويم والمنطق والتنجيم والأخلاق والبصريات، وعالج بعض الموضوعات الفلسفية.
وخلاصة القول أن مؤلفات الطوسي ورسائله في الرياضيات والفلك وكافة العلوم تكون مكتبة قيمة زادت في الثروة الإنسانية العلمية ودفعت بها إلى الارتقاء.