هذه الفكرة هي من أهم أفكار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وذلك لأنها حقيقة علمية تم اكتشافها في فترة حديثة جداً من تاريخ البشرية.. وسنفرد لاحقاً مقالة في موقعنا للتحدث عن تفاصيل هذه الفكرة..
أود هنا أن أقول بأن الكثير من العلمانيين يحاولون إنكار هذه الحقيقة من خلال قولهم بأن هذه النظرية غير ثابتة بعد، وأن النماذج الكونية المختلفة تشير إلى ثلاثة أنواع للكون: إما الكون المستقر، أو الكون المتوسع، أو الكون المنهار على نفسه.. ورغم حقيقة الانزياح نحو الأحمر إلا أنهم يدرجون بعض النظريات العلمية التي تشكك في حقيقة توسع الكون.. طبعاً هذا رأيهم الخاص..
أما بالنسبة لمفهوم الآية القرآنية فقد يكون المقصود منها هو هذا المعنى، ولا نستطيع أن نجزم بذلك إلا حين نحصل على أدلة محسوسة وقطعية ونهائية بأن الكون في توسع.. من المحتمل أن الله سبحانه وتعالى كان يقصد شيئاً آخر في هذه الآية.. فالكثير من آيات القرآن الكريم تحمل معنى ظاهراً ومعنى باطن.. ومن المعروف أن تفسير الكثير من آيات القرآن الكريم قد تبدل مع تبدل معرفة البشر وحياتهم.. ولذلك لا أحد يعرف.. قد تعكس الاكتشافات العلمية في المستقبل معاني أخرى لهذه الآية الإعجازية..
وعلى سبيل المثال نذكر الآية القرآنية في سورة يس: ((وكل في فلك يسبحون)).. وتشير هذه الآية صراحة إلى حركة مستمرة جميع الأجرام السماوية، وفي ذلك الوقت كانت نظرية بطليموس هي النظرية السائدة، والتي تقول بمركزية الأرض ودوران جميع الأجرام حولها.. فكيف فهم الناس في ذلك الوقت هذه الآية وهم يعلمون أن الأرض ثابتة؟؟ لقد اقترح بعض علماء التفسير في ذلك الحين أن الأرض متحركة، ولكن لم يكن هناك إثبات علمي لهذه الحقيقة في ذلك الوقت..
بعد ذلك جاءت نظرية كوبرنيكوس التي تقول بمركزية الشمس وأن أجرام المجموعة الشمسية تدور حولها وهي ثابتة.. الآن عرف علماء التفسير أن الأرض متحركة.. ولكن الشمس أصبحت وفق النظرية ثابتة، ولكن الآية تقول ((وكل في فلك يسبحون)).. لقد أصبح هناك تعارض من جديد بين الآية والعلم.. ولكن حين اكتشف الإنسان (حديثاً جداً) أن الشمس هي نجم مثل كل نجوم المجرة وأنها تتحرك حول مركز المجرة وأن المجرة تتحرك بدورها في هذا الكون فقد أصبح علماء التفسير واثقين بشكل قطعي من صحة الإعجاز العلمي المذهل الذي جاء في القرآن الكريم..