لطالما كان العلم مقدس والبحث فيه فضيلة، إلا أن فضول الطبيعة الإنسانية في سعيها نحو إجابات تفسر ظواهر ملموسة ،هو ما يحرك أمماً وشعوباً تحت راية واحدة، ألا وهي راية حب المعرفة.
والذي دفعني لقول ذلك هو مشروع الفضائي من قبل الوكالة الفضائية الأوروبية ESA والمعروف ب Rosetta Mission؛ مشروع ضخم تم اطلاقه في اوائل عام 2004 ليصل إلى لحظاته الحرجة وذلك بعد إسبوع من الآن (12.11.2014) سعياً نحو جواب واحد لطالما حير الأوساط العلمية "كيف تكونت الحياة على الكرة الأرضية"
وتسميته تعود الى حجر الرشيد "Rosetta stone" الذي أُكتشِف بمصر، وعليه تم حل لغز الهيروغوفية التي فتحت باب التعرف على حضارة الفراعنة.
والفكرة تتجوهر بإرسال مسبار فضائي نحو مذنب دوري أي يظهر ويغيب ضمن مدار تلعب مجموعتنا الشمسية دوراً في سلوكه حيث الشمس لها التأثير الأكبر في ذلك، ويعتبر المذنب كتلة ضخمة من الجليد المتجمد.
يتكون المسبار من جزئين أحدهما يقوم بمرافقة المذنب و تحليل الإنبعاثات الناتجة عنه والآخر عبارة عن كبسولة تهبط على سطح المذنب الذي يسير بسرعة تقدر ب 18 كيلو متر في الثانية، حيث تعتبر العملية الأولى من نوعها (الهبوط على مذنب)، فتحديات كبيرة واجهة العلماء منذ بداية تصنيعه وحتى وصوله لهذه اللحظة وخاصةً أن التقنية المتوفرة آنذاك تختلف كثيراً عن التقنيات المتوفرة حالياً وخاصة أن الحسابات تم قياسها على تنبؤات بعيدة الأمد.
كل ذلك من أجل سؤال واحد ولجواب واحد حيث تقول إحدا النظريات بأن الكرة الأرضية تعرضت لضربات من مذنبات تحتوي على المياه والتي تعتبر المفتاح الرئيسي للحياة، فهل كانت المذنبات حقاً بذور الحياة على الأرض؟
فيعود المرء ويتسائل في نفسه، كل تلك الجهود والدراسات لسؤال لن يكون لجوابه ذا أثر كبير كون أن الحياة بدأت وربما تنتهي عن قريب!
لكن هو فضول الإنسان وغريزته التي تسلم بأن المجهول مرغوب وبالطموح يجد المستحيل لنفسه منفذاً، نفشل لنحول من جديد.
وعلى أثر كل ذلك ولشد الأنظار العالمية لذلك الحدث تم إخراج فلم قصير لذلك
ومن أجمل العبارات فيه هي: https://youtu.be/32vlOgN_3QQ
" Ambition, stubbornness nothing has changed, we fall we pick ourselves up again and we adapt"
وفي النهاية وكما يقولون دائما "العلم جواز سفر الإنسان نحو المستقبل"