كشفت الصور المستقاة من مسبار ميسنجر التابع لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا خلال ستة أشهر من الرصد والدوران عن وجود براكين على سطح عطارد وهو الأمر الذي حير علماء الفلك على مدى عقود طويلة.
وذكرت رويترز اليوم أن البيانات التي أرسلها المسبار تبين أن طريقة انبثاق الحمم تختلف تماما عما نشهده على سطح كوكبنا إذ توضح أن تدفق الحمم البركانية من على سطح عطار...د لا تنبثق من فوهات براكين مثلما يحدث على سطح الأرض لكنها تنبع من باطن الكوكب لتغطي المنطقة القطبية الشمالية له.
وقال جيمس هيد من جامعة براون الأمريكية إن القطاع الداخلي لعطارد يعج بالحياة المثيرة خلافا لما كان يعتقد أو يتوقع وما كانت تصفه الكتب المرجعية، وأضاف هيد أنه عندما انبثقت الحمم من شقوق على سطح الكوكب منذ نحو أربعة مليارات عام فقد غطت فوهات يصل عمق الواحدة إلى 6ر1 كيلومتر، وأظهرت بيانات المسبار حفرا وفوهات عميقة على سطح عطارد تشبه إلى حد ما انتشار التلال والوديان على سطح الأرض وهي عبارة عن تكوينات صخرية منخفضة لتضاريس الكوكب، ويقول العلماء إن صور ميسنجر الجديدة تظهر منخفضات واطئة صغيرة ضحلة غير منتظمة موزعة بصورة عشوائية على سطح عطارد فيما تؤكد البيانات استمرار تكون من هذه الوهاد.
ويدور مسبار ميسنجر الذي يتكون اسمه من الأحرف الأولى لكلمات سطح عطارد والبيئة الفضائية والكيمياء الجيولوجية ومراكب الفضاء الدوارة حول المجموعة الشمسية الداخلية 15 مرة كل ست سنوات وذلك قبل بدء اتخاذه مدارا حول عطارد في 18 آذار الماضي، ويفصل حزام الكويكبات بين كواكب المجموعة الشمسية الداخلية القريبة من الشمس والكواكب الخارجية البعيدة عنها، ولا توجد على سطح عطارد براكين بالمعنى المفهوم للعلماء ويعتقدون أن مصدر الصهير والحمم هو جوف الكوكب فيما تغطي الحمم المنطقة القطبية الشمالية للكوكب بنسبة تتجاوز ستة في المئة وهي المساحة التي تعادل 60 في المئة تقريبا من مساحة قارة أمريكا الشمالية.